Table of Contents
السكري الحملي
ومن سلسلة الأمراض الغدية التي بدأناها أيضاً هو موضوع الإصابة بداء السكر الحملي أحد أشكال الداء السكري
السكري الحملي : هو فرط سكر الدم الذي يتم تشخيصة لأول مرة أثناء الحمل، وهو مشكلة شائعة.
- يحدث السكري الحملي عند النساء اللواتي لديهن استعداد وراثي لحدوث الداء السكري.
- يكون رد الفعل للغلوكوز لدى هؤلاء النساء طبيعيًّا قبل الحَمْل، وستعود معظمهن للحالة الطبيعية فورًا بعده. ولكن تتواجد لدى هذه النساء خطر مرتفع للإصابة بداء السكري , يتطور في الواقع، لدى 40%-60% منهن سُكَّري خلال الـ 5-15 سنة عقب سكري الحَمْل.
- يصيب السكري الحملي 3-10٪ من الأحمال.
- النساء اللاتي يصبنَ بسكري الحَمْل أكبر عمرًا، في المعدل، من مجمل النساء الحوامل ومعظمهن ذوات وزن زائد (Overweight).

داء السكري الحملي ١
الأعراض
بالنسبة لمُعظَم النساء، لا يُسبِّب السكري الحملي علاماتٍ أو أعراضًا ملحوظة.
من الأعراض المحتملة على سبيل المثال :
- العطش الشديد وكثرة التبوُّل.
- ضبابية الرؤية .
- عدوى المسالك البولية وخاصة المثانة .
- الغثيان والاقياء.
- التعب وجفاف الفم .
والجدير بالتنبيه أنّ هذه الأعراض عادة ما تكون أعراضًا طبيعية ترافق الحمل بشكل عاديّ، ولا يُشترط أن ترتبط هذه الأعراض بالإصابة بسكري الحمل.
الأسباب وعوامل الخطر
على الرغم من أنّ سبب سكري الحمل ليس معروفًا على وجه التحديد، إلّا أنّ هناك بعض النظريات التي تحاول تفسير حدوث سكري الحمل، ومن بين هذه النظريات تلك المتعلقة بالهرمونات ذات التأثير المُضاد للإنسولين والتي تنتجها المشيمة لدعم نمو الجنين، ومن هذه الهرمونات: هرمون الإستروجين، وهرمون الكورتيزول، ومحفز الإلبان البشري المشيمي : Human placental lactogen، وتكمن المشكلة في أن هذه الهرمونات يمكن أن تعيق عمل هرمون الإنسولين في جسم الأم، فيما يُعرف بمقاومة الإنسولين، ويبدأ عادةً تأثير هذه الهرمونات بعد مرور 20 إلى 24 أسبوعاً من الحمل وفي محاولة من الجسم للتغلب على هذا الأمر فإنّه يزيد من إفراز البنكرياس للإنسولين إلى نحو قد يصل إلى ثلاثة أضعاف الكمية الطبيعية بهدف الحفاظ على ثبات مستويات السكر في الدم.
ويحدث سكري الحمل عندما لا يكون إنتاج الإنسولين كافياً للتغلب على تأثير هرمونات المشيمة المضادة للإنسولين.
عوامل الخطر الاصابة بالسكري الحملي
- زيادة الوزن والسُّمنة.
- قلة النشاط البدني.
- سبق الإصابة بمقدمات السُّكَّري أو الإصابة بالسُّكَّري الحملي قبل ذلك.
- متلازمة المِبيَض المتعدد الكيسات.
- أحد أفراد العائلة المباشرين مصاب بالسُّكَّري.
- ولدتِ طفلًا يَزِن أكثر من 9 أرطال (4,1 كجم) قبل ذلك.
- العرق غير الأبيض: تُعَد النساء ذوات البشرة الداكنة، والأمريكيَّات الهنود، والأمريكانيات الآسيويات وسكان جزر المحيط الهادئ وذوات الأصول الإسبانية أكثر عُرضةً لخطر الإصابة بسُكَّري الحمل.
- ارتفاع ضغط الدم.
- التدخين.
- وجود فترة قصيرة تفصل بين الأحمال المتتابعة.
- الحمل المتعدد؛ أيّ الحمل بتوأم أو أكثر.
تشخيص الإصابة بالسكري الحملي
بالوصول إلى الأسبوع 24-28 من الحمل تخضع جميع النساء الحوامل أيضاً لفحص مستوى السكر في الدم.
ويُعدّ أكثر فحوصات الكشف عن سكري الحمل شيوعًا هو فحص الكشف الحمليّ الفموي , فيتمّ بإعطاء محلول سكري لشربه، ثمّ بعد مرور ساعة يتم قياس مستوى السكر في الدم بأخذ عينة من دم المرأة المعنيّة
تعتبر درجة الغلوكوز سليمة إذا لم تزد عن 140 ملغم/ديسيلتر.
إذا كانت الدرجة أعلى يتم تعريفها كمَرَضيّة، وتكون هناك حاجة لتحميل سكر كامل (GTT – Glucose Tolerance Test) بواسطة شرب 100 غرام غلوكوزًا في الصباح، بعد الصوم لـ 8-14 ساعة.
خلال التحميل يجب على المرأة الامتناع عن التدخين والجهد الجسدي.
يجب قبل الخضوع للفحص، المحافظة لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام على تغذية غنية بالكربوهيدرات (أكثر من 150 غرامًا في اليوم).
يتم فحص تركيز السكر قبل تناول الغلوكوز بالشرب، وبعد مرور ساعة، ساعتين وثلاث ساعات من شرب وجبة الـ 100 غرام سكرًا. يستلزم الأمر فحصين شاذين عن الوضع السليم لتعريف الوضع على أنه سكري الحَمْل.
إن القيم القصوى للغلوكوز هي:
حتى :
92 ملغم/ديسيلتر عند الصوم،
180 ملغم/ديسيلتر بعد مرور ساعة،
155 ملغم/ديسيلتر بعد مرور ساعتين
140 ملغم/ديسيلتر بعد مرور ثلاث ساعات.
المضاعفات التي يؤثر فيها السكري الحملي على الام
- ارتفاع ضغط الدم ومقدمات تسمم الحمل.
- الخضوع لعملية جراحية ( قيصرية).
- الإصابة بالسكري مستقبلاً.
المضاعفات التي قد يؤثِّر فيها السكري الحملي على الطفل
- زيادة وزن الطفل عند الولادة
- الولادة المبكرة
- صعوبات خطيرة في التنفس
- انخفاض نسبة السكر في الدم
- السمنة وداء السكري النمط الثاني لاحقا في الحياة
- الاملاص
علاج السكري الحملي
يهدف العلاج إلى الحد من مخاطر السكري الحملي على الأم والطفل. الأدلة العلمية بدأت تثبت أن التحكم بمستويات الجلوكوز ينتج عنه مضاعفات أقل خطورة وتحسن من جودة حياة الأم.
تغيير نمط الحياة الذي يتضمن تغيير النظام الغذائي
ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم
المواظبة على فحص مستوى سكر الدم بشكل منتظم
ولكن مثل هذه الإجراءات قد لا تكون كافية في الغالب للمحافظة على مستوى السكر في الدم ضمن الحدود المطلوبة فنلجأ للخيارات الدوائية :
منها عن طريق الفم : كالميتفورمين.
ومنها حقناً كالانسولين.
يجدر بالمرأة الحامل إخبار الطبيب حول أي دواء آخر تأخذه حتى لو لم تكن له علاقة بسكري الحمل، وبشكل عامّ فإنّه يُوصى بعدم أخذ أي دواء خلال الحمل دون استشارة الطبيب المختص وكذلك عدم التوقف عن أخذ أي دواء دون استشارته.
وبعد ولادة المرأة فإنّ الطبيب يعمد إلى فحص مستوى السكر، ثم يُعيد إجراء الفحص خلال ستة إلى اثني عشر أسبوعًا من الولادة، وذلك بهدف التأكد أنّ مستويات السكر في الدم عادت إلى وضعها الطبيعيّ، وننصح النساء اللواتي عانين من سكري الحمل بإجراء فحص السكر مرة واحدة كل ثلاث سنوات على الأقل.

في حال غياب الفحص والمتابعة
الوقاية من السكري الحملي
لا يمكن الوقاية من الإصابة بسكري الحمل، ولكن تُنصح جميع السيدات بالمحافظة على أوزانهنّ لا سيّما عند التخطيط لحدوث الحمل؛ إذ إنّ التحكم في الوزن ضمن المدى المقبول قبل الحمل قد يساعد على تقليل فرصة الإصابة بسكري الحمل . لذلك يجب تناول الغذاء الصحي وممارسة التمارين الرياضية والتخلص من الوزن الزائد مع التحري الدائم عن مستويات سكر الدم .
دمتم بخير