أطباء الأشعة السوريون والعرب نحو استعادة مكانة اللغة العربية في العلوم والطب في العالم
موضوعنا هام جداً لأنه من الحالات التي ممكن أن تصادفنا كأطباء أشعة في أي وقت، وقد يكون من الخطير المرور دون الانتباه إليها لسلامة المريض أولاً وقضائياً ثانياً، الموضوع أبدؤه بالقصة المرضية:
الفحص هو طبقي محوري للبطن والحوض لشابة في الثلاثينات بموعد مسبق (قدوم غير إسعافي)، بطلب من الطبيب العام لإجراء هذا الفحص بسبب معاناة من ألم حفرة حرقفية يسرى ..
لدى استجواب المريضة من قبل طبيب الأشعة، تبين أنها متألمة منذ عدة أيام والألم متوضع في الحفرة الحرقفية اليسرى، لا يوجد تغير في عادات التغوط أو حرارة مهمة، لا إقياء إنما ذكرت غثيان بسيط، لا مترافقات أخرى..
موعد آخر دورة طمثية منذ أسبوعين..
تم إجراء الفحص مع الحقن مباشرة،
تبين الصور عدم وجود أي آفة كبدية، صفراوية، بنكرياسية، طحالية أو كلوية .. باقي الصور:
الزائدة الدودية بقطر وشكل طبيعي ولا ارتشاح التهابي في النسج الرخوة حولها ..
الأنبوب الهضمي طبيعي تماماً ولا توجد أي آفة واضحة، لا يوجد انصباب سائل حر داخل الصفاق،
طبعاً سنلتزم في عرض موضوعنا هذا الطريقة التقليدية لأي فحص،
في منطقة الحوض يُشاهد بنية ذات محتوى سائل أيسر الرحم تمثّل المبيض الأيسر الحامل لبعض الجريبات وقد يكون بينها جسم أصفر
يمين الرحم توجد بنية ماثلة وغير مشتبه بها، تمثّل غالباً المبيض الأيمن.
شكل الرحم متوافق مع النصف الثاني من الدورة الشهرية،
وأخيراً بالنافذة العظمية لا يوجد أي آفة تُذكر.
إذاً لا يوجد ما يشير لأي آفة في فحصنا هذا، وتم بالفعل إعطاء نتيجة سلبية طبيعية للمريضة.
عادت المريضة بعد ساعتين تماماً إلى قسم الإسعاف بالمستشفى بحالة صدمة ولدى إكمال الإجراءات تبين أن لديها حالة تمزق كيس حمل خارج الرحم حصل بعد فحص الطبقي المحوري !!
مناقشة الحالة: تقرير الطبيب الشعاعي منطقي تماماً (من حيث القصة والاستجواب لأن المريضة ذكرت بأنها في النصف الثاني من دورتها الشهرية) وصور الطبقي قد لا تبدي بأي حالة ما يشير إلى كيس حملي، والحلقة الناقصة في هذه الحالة إذاً هي طلب تحليل قيمة بيتا HCG والذي كان حل اللغز من البداية ..
المسؤولية هنا مشتركة بين طبيب الأشعة والطبيب العام والذي لم يفكّر أحدهما في طلب هذا التحليل البسيط ولو أخذ إجراؤه بعض الوقت.
الحمل الهاجر.
